هذا كتاب من كتب الوعظ الإرشاد، قد جمع في مؤلفه من علم الوعظ أصحه وأملحه، ومزجه بروائع شعر الزهد والتصوف، مما يرقى بالكتاب إلى مصاف كتب الأمالي والمجالس، وقد قسم كتابه إلى خمسة أبواب: الأول في علوم القرآن، والثاني في تصريف اللغة وموافقة القرآن لها، والثالث في علوم الحديث، والرابع في ذكر عيون التاريخ، والباب الخامس في ذكر الوعظ وهذا الباب مقسم قسم يذكر فيه القصص وقسم يذكر فيه المواعظ مطلقًا.
هذا كتاب عظيم ضم في صفحاته تنويعات في اللغة وعلومها، جمع فيه مصنفه معظم علوم اللغة العربية؛ حيث تناول فيه خمسين نوعًا أو علمًا من علوم اللغة؛ ثمانية راجعة إلى اللغة من حيث الإسناد، وثلاثة عشر راجعةٌ إلى اللغة من حيث الألفاظ، وثلاثة عشر راجعةٌ إلى اللّغة من حيث المعنى، وخمسة راجعةٌ إلى اللغة من حيث لطائفها ومُلَحها، ونوع واحد راجع إلى حفظ اللغة وضَبْط مفاريدها، وثمانية راجعةٌ إلى رجال اللغة ورُواتها، ونوع واحد في معرفة الشعر والشعراء، ونوع واحد في معرفة أغلاط العرب، والمؤلف في كل نوع من هذه الأنواع يتحدث فيها بأسلوب العالم المتخصص الذي تحسبه أنه لا يتقن إلا هذا العلم، وقد حفل الكتاب بشواهد نثرية وشعرية كثيرة جدًّا ومن مختلف المواضيع والعصور الأدبية.